الثلاثاء، 12 يوليو 2011

المعتصبين بميدان التحرير ....!

بسم الله الرحمن الرحيم





الضباب السياسى ... لعل هذا المصطلح الذى كان السادات معتاد على ذكره وإستخدامه  تستحق الفترة التى نحن فيها أن توصف به  
وأحب أذكر فى البداية أن مصر عارية الأن .. دون التحفظ فى ذكر كلمة عارية لأنها بدون دستور بدون برلمان بدون هيكل صالح حكومى
أولاً ودون مقدمات مطولة لافائدة منها سوف أحاول أن أتكلم بعفوية مطلقة حتى يصل كلامى كما أريد إيصاله لكم
لقد بدأنا ثورة عظيمة لاينكرها الا جاحد جاهل منافق .. كان لها شهداء دمهم طاهر وفى أعناق كل إمرىء فينا  لأن هذا الفتى الذى يبلغ عمره الثامنة عشر او السادسة عشر ووقف أمام الرصاص مضحيا بمستقبله وأماله بالتأكيد كان ذلك من أجلى ومن أجلك ومن أجلنا جميعا
لابد أن نعترف أن الثورة حققت مالم تحققه أى ثورة  من كسر حاجز الصمت وتنحى رجل فاسد كان ظالماً وحلقة من سلسلة طغاة كبيرة تنوعت أساليبهم ولكن كان منهجهم واحد
والى يوم الإستفتاء وبدأت مرحلة جديدة  وأنا احب أن اسميها ثورة أيضا أو نسميها بالحقيقة المرة وهى بداية المواجهة بين العلمانيين وبين الإسلاميين بالطبع كانت حقيقة مرة بالنسبة للعلمانيين فالاستفتاء صنع هذه المواجهة
ومنذ هذا اليوم ذهب العلمانيين بكل متاعهم وحالهم و(ناموا ) فى ميدان التحرير مطالبين بالدستور أولا وثورة الغضب الثانية لعلهم لايريدون لشعلة الثورة أن تنطفىء
ثم أتجهت الإتهامات والريب والشك الى المجلس العسكرى والتباطؤ الملاحظ وبدأت هذه الفترة التى نمر بها الأن وهى مشهد يتكون من شباب يحاولون غلق المجمعات والاعتصامات من اجل  الثأر للشهداء الاطهار ومحاكمة مبارك واعوانه

ثانيا: هذا موجز عن نظرتى الشخصى لما جرى  ثورة لشعب عظيم ثم فرحة بالثورة ثم استفتاء والمواجهة بين العلمانيين والإسلامين  وأنت وسط كل هذا الزحام تشعر أنهم صبية يلتفون حول (تورتاية) ليتسابق من يفوز بالنصيب الأكبر
كل الأنباء تذكر هذا وفلان وعلان ومبارك وشهداء .. وكل هذا طيب وكل هذا جميل  ولكن أين مصر

إن عيب الشعب المصرى هو جعل أحواله قواعد وثوابت عندما يخنع ويستكين تكون هذه هى قاعدته ومن يشذ عنها خارج عن الجماعة  وإن ثار  تظل الثورة هى قاعدته

ثالثا: نحن نعانى من أمية سياسية وثورية فضلا عن الامية الأخلاقية ... والجميع يتحدث عبر إتجاهاته الخاصة ونظرته الضيقة للأمور جميعنا نتحدث عن عاطفة  حتى هذا المقال مشحون بالعاطفة والخوف على هذه البلد  فالثورة نار واللعب بالنار يشتعل فى صاحبه لانريد أن نشتعل بنار نحن من صنعها
الحق له ألف طريقة وطريقة ... ليس ميدان التحرير وحده ووقف الحال فيه وغلق المجمعات وغيرها هو من يحق الحق  فلا يأتى الحق من باطل
هناك علم للاحتجاج كلما أزدادت سلمية الاحتجاج كلما زاد رقى وتحضر هذا الشعب كلما زاد سماع هذه المطالب .. ولكل فعل رد فعل مساو له فى القوة ومضاد له فى الاتجاه  ... وأتمنى من الله أن لا يحدث إحتكاك بين من فى التحرير وبين الجيش

رابعا : لعلنى عندما أذكر كلمة إستقرار  أصبح الجميع يشمئز منها  ولكنى أريد أن أوضح الاستقرار ليس معناه الركود والخنوع  فالكرة الارضية مستقرة ولكنها تتحرك بكل نشاط فى مدارها الطبيعى حول الشمس
ونحن أيضا نريد أن نحتج ونتحرك ولكن أيضا نريد أن ندور فى فلكنا الطبيعى ونعمل ولا نعطل البلد ونستمر  وتستمر الحياة دون تعطيل لمصالح البلاد والعباد

قص علية حدهم التالى
كنت بالأمس فى محافظة سوهاج فى ميكروباص وفجأة عندما مررنا بالكوبرى فى الصباح الباكر توقفت جميع السيارات سألنا ماذا هناك إنهم الشباب قطع الطريق المؤدى للكوبرى حتى يضغط على المجلس العسكرى  كان هناك من كان لديه إمتحان وكان هناك من كان لديه ورق ينجزه وكان هناك من لديه مريض يريد علاجه  الجميع كانوا بين خيارين إما الإنتظار أو المشى وهناك سيدات عجائز فضلوا المشى المسافات البعيدة فى عناء شديد حتى ينجزوا ماأتوا من أجله ......

لست ضد من يعتصم فى ميدان التحرير .. ولكنى ضد من يضع التحرير عصابة على عينيه لا يرى حال البلد ولا يشعر باحباط البلد ولقد قرأت لأحدهم على تويتر قال هنولعها وخليها تخرب  .... العند والتحدى والفعل ورد الفعل فهل سنجد بقايا لمصر  فى الفترة القادمة

لست ضد المعتصمين بميدان التحرير أنا ضد من لايرى فى مصر إلا ميدان التحرير 

ليست هناك تعليقات: