الاثنين، 15 أغسطس 2011

الخطر السفسطائى ....

بسم الله الرحمن الرحيم




إن السفسطة تعد من أخطر الأساليب والفنون الخطابية والفلسفية  التى  يعانى منها العقل البشرى  وتعانى منها الحضارات الفكرية الإنسانية 
وإن أسوأ مرض يصيب المجتمعات البشرية والثقافة والفكر  هو الفساد فى المنطق  والضلال  وعدم وضوح الرؤية 
ومن وجهة نظرى  أن السفسطة هى أسلوب شيطانى أول من ابتكره  هو الشيطان  الرجيم  وليس الشيطان وحده  بل كل من مهنته تضليل الناس  لابد وبلا جدال  ان تراه  يغالط ويشاغب ويمارس السفسطة والمغالطة 

إن الشيطان   على حسب أغلب الروايات  هو من زين لأدم وحواء  وأقنعهم بمنطق فاسد للأكل من هذه الشجرة ...
إنه لم يجتهد كثيراً لم يفعل الا انه تلاعب بالكلمات وبمنطق فاسد اقنعهم  ان هذه الشجرة المحظورة  مادامت محظورة فهى خير هذه الأشجار
وهى شجرة الخلد والملك العظيم  وبالمجادلة والمغالطة أكل أدم  من الشجرة وأكلت حواء 
إن التلاعب بالألفاظ والسفسطة بمنطق يظهر على أنه منطق صحيح ولكنه منطق نتيجته فاسدة 

من السهل أن أسمى الفجور  تحرر ... والكفر  فكر  وحرية تعبير ... والزنا  صداقة وعلاقة روحية  ... والموسيقى غذاء للروح ... والخمر  مشروبات روحية ... والإلحاد والفجور منظومة حضارية  .... والحجاب تخلف .... والنقاب رجعية  للماضى  وعدم تقدم .... واللحية  تشدد... الربا تقدم اقتصادى  ... والفساد إصلاح فى المجتمع وديموقراطية

اللعب بالألفاظ والمعانى من أسهل الفنون لرجل سفسطائى يسير المنطق على هواه وليس على هوى الحقيقة والواقع 


ولعل السفسطة لم تكن سيئة بهذا القدر الذى نشمئز منه الأن لدرجة  انتمائها للشيطان  ....
فمعنى كلمة سفسطة  فى الأصل  هى الخطابة وفن الكلام
ولكن عندما جاء الفيلسوف أفلاطون ورأى ما يرى من الضلال الذى يشرد فيه الناس  من فعل السفسطائيين  عمل أفلاطون على تشويه سمعتهم ووصفهم  بالمشعوذين وعمل على توضيح حقيقتهم  ولصقهم بصفاتهم الاصلية من المغالطات والخداع  وأجرى محاورات ساعدته على ذلك  ليصل الينا  المعنى السىء للسفسطائية الأن

السفسطة عبارة عن محاجَجة تبدو وكأنها موافقة للمنطق، لكنها تصل في النهاية إلى استنتاج غير مقبول، سواء لتعذُّره، أو لاستعماله الإرادي المغلوط لقواعد الاستنتاج. وبالتالي فإنه يمكن اعتبارها قولاً مموَّهًا، أو قياسًا له شكل صحيح، لكن نتيجته باطلة، والقصد منه تضليل الآخرين – مشيرين هنا إلى أن ابن رشد كان يسمي السفسطة بالمغالطة والقياس السفسطائي بالقياس المغلوط
 والفرق بين المغالطة والسفسطة .. أن السفسطة هى مغالطة إرادية  إنها غاية ونية لدى السفسطائى للعب بمن يخاطبه والسعى لتضليله 
والحق يقال أنهم كانوا ماهرين فى استخدام الكلام وفنه  واللعب بالألفاظ لذلك كان خطرهم أدهى وأمر
وأنهم السبب فى إكتشاف او هم من اكتشفوا علم إشتقاق المعانى والألفاظ( الإيتيمو لوجيا
وهم أول من  درسوا الحجج ودراسة كافة البراهين 
وتمادى خطر السوفسطائيين  وتفشى خطرهم على كل جوانب الحياة  ومنها السياسية والاقتصادية والدينية 
لدرجة عندما اثاروا ان الانسان مقياس كل شىء موجود ولاموجود   هناك من الشباب من عبدوا الانثى وهناك من عبد البحر وهناك من عبد الفأر وكان هناك حالة تضليل وتشويه (توهان) المعانى مختلطة والعقل ضال تائه 
كانت القضايا والمحاورات والمناظرات عبارة عن  مصارعة كل منهم يريد أن يظهر موهبته 

الفلاسفة الثلاثة ( المعتدلين بالنسبة للسفسطائيين ) إستخدم كل من الفلاسفة الثلاثة  أسلوب يحارب به السفسطائيين 

سقراط: اتخذ اسلوب السخرية والتهكم  ( كان منهم ) عمل على التحاور معهم  وكان له تلاميذه  وعمل على السخرية والتهكم منهم ومن افكارهم ونجح فى  اول زلزال يهز عرش الجدل فى اليونان ويهدى الأغلبية الى الحق 

أفلاطون : عمل على قولبتهم فى مسميات مختلفة  وسماهم مشعوذين  ولصقها بهم الى اليوم ... ووجدوا نفورا من الناس كبير وهذا الزلزال الثانى  للسفسطائية 

أرسطو : وهو من أسس علم الفلسفة  وبدأت الحركة الأولى والحقيقية لتأسيس هذا العلم وعمل على  إرساء قواعد للمنطق حتى يسهل لأى فرد أن يعرف الحقيقة بقواعد ثابتة

::الديموقراطية  والسفسطة:::
لا تتعجب عندما تقرأ  عندما تعرف أن الديموقراطية هى السبب فى ظهور وتفشى السفسطة 
عندما أسقط  اليونايين  حكم الأقلية  
بعد انحسار حكم الأوليغارشية (الأقلية) وظهور طبقة حاكمة جديدة ديمقراطيةتمثل الشعب، وقد ظهر السفسطائيون كممثلين للشعب وحاملين لفكره وحرية منطقه ومذهبه العقلي 
وحتى أكون محايد فى وجهة نظرى  فالديموقراطية أيضا هى من قضت على السفسطائييين عندما ظهر الفلاسفة وتأسس علم الفلسفة والمنطق
فمن أعلامهم مثلا بروثاغوراس والذي أول من فكر في قوانين النسبية ويعتبره البعض هو الملهم لأينشتاين. حيث قال من ضمن نظريته القديمة في النسبية (أن قيمة الأشياء نسبية فليس ثمة شيء خير من نفسه أو شر في نفسه وإنما هو خير أو شر وعدل وظلم.
وأن كل إنسان  مختلف فى الجواس عن الاخر فلذلك كل إنسان مقياس لما هو موجود واللاموجود
وهذا خاطىء تمام وسنناقش هذا فى موضوع قادم 

السفسطة  بإختصار  هى التلاعب بالالفاظ والمغالطة والتضليل  والسفسطائى  لعله اليوم يدافع عن وجهة نظر بادلة منطقية مقنعة  وغدا تراه يهاجم  وجهة النظر التى كان مقتنع بها بادلة مقنعة إيضا 
وما أفسد سمعة السفسطة كفن المخاطبة والكلام  هو المال  والتلاعب بالالفاظ لكسب المال والشهرة 

و من اشهر قصصهم  "في أحد الأيام قد أتى تلميذ عند سفسطائي كبير وقال له تلمذني وعلمني على يديك وسأعطيك مبلغ ولنقل 500 ليرة وعندما أصبح سفسطائي كبير مثلك وأربح أول قضية سأعطيك المبلغ الثاني وهو 500 ليرة.
وقد مرت الأيام وأصبح التلميذ سفسطائي كبير مثل معلمه، فأتى المعلم وقال لتلميذه أعطني المبلغ الثاني الذي وعدتني به، فأبى التلميذ بإعطائه المبلغ الثاني، فتوجهوا لعند القاضي لحل تلك المعضلة.
فتحدث المعلم الكبير أولا وقال يا سيادة القاضي الجليل إني على الحالتين سآخذ المبلغ من تلميذي لأن:
أولا إذا حكمت لي بأن أربح القضية فحسب حكمك سآخذ المبلغ.
ثانيا إذا حكمت لي بأن أخسر القضية فإن تلميذي سيربح القضية وحسب اتفاقي معه بأن أول قضية سيربحها سيعطيني المبلغ الذي وعدني به.
فتحدث التلميذ وقال يا سيادة القاضي الجليل إني على الحالتين لن أعطيه شيئا لمعلمي لأن:
أولا إذا حكمت لي بأن أربح القضية فحسب حكمك لن أعطيه شيء.
ثانيا إذا حكمت لي بأن أخسر القضية فحسب اتفاقي مع معلمي بأن أول قضية لي أربحها أعطيه المبلغ، مما يؤدي بأني لن أعطيه شيء. "
________________________________________________________________________________________

ونحن الأن فى زمن السفسطة والتلاعب بالألفاظ ونمر بنفس المرحلة  ونحن مقبلين على عصر ديموقراطى  والهجوم على الاسلام والمسلمين على أشده  وعلى التيارات الاسلامية مع التحفظ على كلمة تيارات  لأنها فيها سفسطة أيضا 
ونحن فى عصر السموات المفتوحة وعصر كل شىء فيه مباح 
ونحن أحوج ما نكون  للفلسفة والمناظرة والمنطق لنوضح المفاهيم  بالبراهين المنطقية السليمة  لا يوجد عصر إنتشرت فيه السفسطة  واستمرت فيه  لابد من فلاسفة عاقلين ينتمون لفكر سليم  يواجهون هذه السفسطة ويتغلبوا عليها  بكل سهولة 
ومن أمثالهم الشيخ محمد ابن عبد الوهاب النجدى  مع تحفظى على انه فيلسوف ولكنه كان يمارس فلسفة وكان مؤمن بقضية التوحيد 
وكان يواجه سفسطة صوفية عجيبة  والحمد لله نجح فى ان ينهى على هذه السفسطة للأبد
والكفار كانوا يمارسوا السفسطة مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 
الذى يمارس السفسطة لا يحتاج لعلم ودراسة فهو بمجرد معرفته للتلاعب وحبه للتضليل  سيكون سفسطائيا بعكس الفلسفة والمنطق علم له قواعد ودراسة 

           

هناك 3 تعليقات:

Dr Ibrahim يقول...

ربنا يرحمنا من النخبة وأعوانهم..ورد كيد من يريد الاسلام بسوء فى نحرهم

فيلسوف زمانه يقول...

امين يارب العالمين
اهلا وسهلا بيك يا دكتور ابراهيم نورتنا
شكرا جزيلا على تعقيبك

أسامة حمدي يقول...

بعض الأمور التي تساعدك علي التأثير في الآخرين :


1 – الكلمة الطيبة .

2 – الإبتسامة الرقيقة ( دون صوت ) .

3 – الضحك بشكل معتدل ( بصوت ) دون افراط ولا حتي تفريط .

4 – الإنصات ( حسن الإستماع ) بعقلك وقلبك .

5 – ابداء التعاطف مع ما يُقال بشكل معقول .

6 – النظر في وجة محدثك من غير تركيز زائد فذلك يوحي بالإنتباة .

7 – مساعدة الغير ان كان ذلك في استطاعتك .

8 – ابدأ بالسلام .

9 – حفظ اسماء مَن تقابلهم ومناداتهم بها قدر المستطاع .

10 – ابدأ بنقاط الإتفاق مع مَن امامك اثناء الحديث .

http://www.goeng4u.blogspot.com