الاثنين، 23 مايو 2011

كنت ذكراً ........!!! (قصة قصيرة)

بسم الله الرحمن الرحيم  ..........


كان كل شىء مثالى .......
حفل كله ضوضاء ومرح  .... وموسيقى صاخبة .. وأضواء لامعة والجميع يشعرون بأنهم جزء من سيمفونية موسيقية كلها  جنون وحياة
كنا نرقص  تهتز أرواحنا قبل أجسادنا  ..  مع أن الجميع يحافظ على هندامه وأناقته ويحافظ على أن يتصرف أمام الناس  بشكل لائق  وبشكل مقبول ولكنه لم يلبث إلا ان ينسى تحفظه وحرصه  وينضم لحلبة مجنونة كلها رقص  فيها الصراع يدور بين السعادة والزمن  والحكم فيها هو استمرارك فى الرقص والضحك
ومشهد الحلبة يجبرك على الإشتراك فيها

كانت بين أحضانى وكنت غريق أحضانها  ... غريق لايطلب النجدة  غريق يجد للغرق لذة وسعادة  .. كانت أناملها باردة مع أن حضنها كله حرارة  وكانت عينيها  دامعة مع أن وجهها  تطل منه الفرحة واسنانها  كقناديل ينيرو الظلام  لضال فى منتصف الليل 
كان جسدها يتصبب عرقاً  مع انها كانت ترتعش
نحن الإثنين كنا لا نستطيع تقدير اللحظة  وتحليل الموقف وتحديد موقعنا فى هذه الدنيا بل لا نستطيع معرفة هل نحن فى الدنيا أم أننا فى عالم أخر
ضممتها أكثر الية كأنى أريد أن يذوب لحمها بلحمى ويختلط دمها بدمى وعظامى تتشابك مع عظامها 
وتندمج روحى مع روحها
بينما يدى  تلتف حول خصرها أشعر بأنها تلتف حول الدنيا كلها  أشعر بأننى اصبحت فوق الزماان والمكان  شعرت كثيراً أننى مبالغ فى هذه المشاعر  والأحاسيس ولكننى لم أكترث  لأننى أشعر بلذة فى مبالغاتى هذه لأننى أعيشها
كانت أناملى تكاد تلمس الأرض  كنت أشعر بأن الأرض تضيق بى كان الجميع يشعورون برغبة فى الطيران  او الجميع يشعر برغبة للغرق سواء الطيران أو الغرق الواضح أن الأرض  ضيقة ولا تسعنا

مع أنها ليس المرأة الوحيدة فى حياتى ...
فهى حصيد رحلة طويلة مع النساء وبحثى عن المثالية  وبحثى عن المرأة التى لا عيب فيها 
قابلت فى رحلتى البدينة القصيرة الغبية ...وقابلت النحيفة الطويلة الثرثارة.. وقابلت  مرهفة الحس المجنونة..
 لم أجد الكمال لم أجد المثالية الا فى تلك المرأة  وضعتها تحت كل الإختبارات والميكروسكوبات والمعادلات لم أجد فيها عيباً بحثت عن المثالية  و أخيراً وجدت المثالية

لم نتفوه بكلمة لساعات كنا نعرف كل شخص ماذا يريد أن يقول للشخص الأخر  أو أننا مللنا الحديث عن الحب  وفضلنا أن نشعر به فقط  ورأيتها تنظر بتوتر شديد وأخبرتنى بأنها تريد إخبارى بأكبر أسرارها الليلة
لم أرد  إبتسمت  وأكملت غرقى
إنحنت إلية  وهمست فى توتر وبصوت منخفض  قائلة ....... كنت ذكراً ......!!!!

أصبحت سخرية الجميع ...
 أمى والجيران والأصدقاء وأخى الرضيع وبائع الفول وصديقات اختى أسمع ضحكهم فى الغرفة  وأعرف أننى موضوع سخريتهم هذه المرة
كان الجميع ينظر إلية بضحكة مكتوبة ونظرة ساخرة   وعند مرورى بجماعة  أراهم يتهامسون ويضحكون
كان الجميع يطلق  علية النكات والسخرية فى الصباح والمساء
لم أكن أتخيل أن البحث عن المثالية يلقى بالمرء بين دفتى مجلدات الطرائف والسخرية
ولم أكن أتخيل عندما أجد امرأة أظنها مثالية  أجدها ذكراً محولاً جنسه  ....لم أتخيل أن أحب شخصاً شاذاً
لم أكن أتخيل اللذة تتحول فى لمح البصر إلى إشمئزاز

منذ صغره وهو هكذا ......
أجد دوما هذا رد والدتى لأى سؤال تعجب وإستغراب عن سلوكى وكلامى وأفكارى وفلسفتى .. دوما أطمح للمثالية والكمال  لاأحب النقص  لاأحب أن أملك شىء به عيب لا أجلس على طاولة مخدوشة لاأجلس فى كرسى مساميره بارزة تنقض على مؤخرة كل من يجلس فيه لا أمشى بطريق متعرج  ....
لا احب الشىء  الخارج عن النص ومخالف للقواعد 
الجميع  كرر إسطوانته المشروخة بأننا كلنا عيوب ولا يوجد هناك شخص كامل  أو معصوم عن الخطأ 
ولكننى  أصررت على البحث عن المثالية كنت أريدها أكثر النساء جمالاً ومالاً وذكاءاً وأخلاقاً وتديناً كنت اريدها  كاملة لا نقص فيها

الكثير كالعادة أصبحوا  أوصياء علية والكل تفنن فى توبيخى ونصحى والكل تحول إلى خطباء وعلماء وفلاسفة والجميع أصبحوا عقلاء  وأنقياء وأنا المذنب المخطىء الوحيد
ولكنى أدركت ليس من حق إنسان به عيب أن يبحث عن ملاك بلا عيب  لأن الملائكة ليس لهم مكان فى هذه الأرض
يبدو اننى دخلت هذه التجربة الفريدة لكى أخرج بحكمة غفلت عنها وتجاهلتها كثيراً ......
هى (إذا وجدت شخص بلا عيب فأعلم أنه لا يحتاج لك لكى تكمله )


ليست هناك تعليقات: